إليكمـ .. مع التحيّة !

بدايةٌ .. ربّما للمرّة الألف
نقطة .. و من أول السّطر ،
أيقنتُ أخيراً أنّه لابد لساحاتي أنْ تتكشّف .. عن محض بارقة قلمـ
و قد أعود عن يقيني .. فور تسليمي به
فـ لا تلومون !



دوماً ما تغالبُ الكبرياءَ الفظّ لـ تهمي ، مُعربةً عن آدميّتهم
رغمَ هذا العناد الصلف ، مُعلنةً للعالمِ أجمع
أنَّهم مازالوا ضعفاء !




على أعتابِ لحظةٍ مؤلــــمة

في إحدى سنوات الانتظـــار المريرة ،

فقدتْ عقلَها على حينِ غفلة !

عقب سنواتٍ من البناء ،

و ساعاتٍ من العمـــل المُضني ،

قرَّرتْ ذاتَ جنونٍ أنْ تهــــدمَ ما بَنَتْ !

لن ترتاحَ قبل أنْ تراهُ .. رأساً على عَقِـــب .. كما هو حالُها الآن !!

هكـــذا تبادرَ إلى ذهنها ، بعد يومٍ مضنٍ  من الذهاب و الإياب على حبائل الأفكار الذائبة !

كـ سندريلا .. مُذ دقَّت الساعة الثانية عشرة ، تركتْ شطرَ سعادتِها .. على بابه ،

و ركَضتْ  يحدوها الأملُ في لقائه .. حتى أعياها البحث ،

فـ عادتْ تفترشُ الحزن ، تقتاتُ من آمالها البالية ، و أحلامِها السرمديّة ،

عادتْ مرةً أخرى ، تخطُّ فصلاً آخرَ من فصولِ الانتظار ،

من العجيب أنّها كتبتْهُ آلافَ المرَّاتِ و لم تيأس ،

و الأعجبُ أنَّه في كلِّ مرّةٍ يؤلمُها كـ أكثر ممَّا قبلها !!

يزدادُ وحشيَّةً .. و تزدادُ وَهَنا !

أرهَقَها الانتظارُ .. فـ غفتْ قليلاً .. فـ رأتْهُ

خلفَ الضباب .. لاتعلمُ أنظراتُ اشتياقٍ تلكـ أم نظراتُ ألم !؟

كان واقفاً هنالك .. مشغول البال ، لا تعلمُ بها أم بسواها ؟!

اقتربتْ منهُ قليلاً .. فشَعَرتْ بـ قربه رغم أنّها لازلتْ لا تراهُ

مدَّتْ يدَها .. فـ التقطَها ... فـ استيقظتْ !!

عادتْ إلى حيث كانت .. تتأمَّل حُلمها ، تشعرُ بالقلقِ تارةً ، و بالسعادةِ تارةً أخرى !!

سحبتْ أوراقَها و قلمَها ، لتخطَّ فصلاً آخرَ من فصولِ الانتظار .. عساه يكون الأخير

افترشتْ أوراقها لـ تنتظرَهُ .. عساه يأتي بـ نصف سعادتِها المفقود

أو ربَّما فقدَتْهُ إلى الأبد !!
سندريــــــلا





كنَّا ننظرُ إليها بـ وهجِ التفاؤل

.

.

فـ لم يعدِ الوَهَجُ ســـرمديَّاً

!

و اختلطتِ الألوانُ ببشاعــــة

حين امتدّتْ إليها .. أحلامُ العابثين ،

فـ ساءتْ مستقرَّا .. !

و استحالتْ تلك شنــعاءَ قاتمة

إيذاناً بـ نقض الصُلحِ مع ما بقِيَ من روْعتِها !

.

.

فـ أغمضْ عينيكَ عن العالمِـ بـ أسره

و انظرْ خلفَ جفنيك .. من حيث لا يراهما ســواك !

فـ هناك .. و هناك فقط

يبلغُ الجمـــالُ مداه

!!


ربَّ القلم
!!


أهديك بضع مقاطعِ من قصتي

" هجر القلمـ "

خلع النّقاب عن القوافي فافتتنتُ و ليته

كان التزمـ

راودتُه خلف المحابر

فاستقام بلا ندمـ 
!!

و طفقتُ أرجو بوحه

فـ دعا بـ تحريم الكلمـ

فـ إذا بأوراقي يمزّقها الحنين

و إذا بقافيتي تذوب من الألمـ

عُد يا قلمـ 
!!

فـ إذا به يدعو الحكمـ

و إذا بأحداث القصيد كأنّها

قُدَّتْ و لكن من دُبُر

صدق القلمـ 
!!

بل إنه شعراً ظَلَمـ

هجر القوافي ظالماً

و الشعر يقتله العَدَمـ

يا سيّدي

هلّا أعدتَ لي القلمـ 
!!



مع تحيات
/
 شاعرة مع سبق الإصرار و الترصّد


هي حقيقةٌ مسلَّمٌ بها ، أثبتَـــها عديدٌ من التجارب ،

ليس هذا النوع من التجارب الذي يُجرى في المعملِ تحت مُراقبةِ الخبراء !

بل هي تجربةٌ حيّةٌ نعاصرها نحن تتفاعل في عقولنا بين الحين و الآخـــر،

تحت مُراقبةِ أعيننا الدّامعة منذ بدء الظاهرة و حتى انتهائـــها !


بـــدايةً ، ها أنتَ تسمعُ لـ رأسك أزيزٌ كـ أزيز المرجل ،

تكادُ  تقسم أنَّك لو انفجرتَ غضباً لما سَلِمَ من غضبك - على وجه البسيطة - أحدٌ ،

تتناثـــر أشلاؤك سُخطـــا .. بل سُحقـــاً للجميع سواك !!


تستعرُ حدَّ الاســـوداد ،

فـ يصبحُ لزمجرتِك أنينٌ ، أو حتّى عواءٌ يمزِّقُ آخر خيوطِ العـــودة !


قـــيودٌ تمنعُكَ من الغضب ،

و تصدُّك عن الانتقـــام ،

و ترديكَ بعيداً .. عن كلِّ بارقة ســـعادة !


لكنَّها - رغم هذا - لا تمنعُك من الضحك ..

منفذٌ وحيـــدٌ تسلكه مُرغماً على تبديد أشلائـــك فيه ،

تضحك .. و تهتزُّ بعنف ؛ انتقاماً من هذا الجســـد الضعيف .. تقهقهُ بـ كلِّ ما تحملُ من غضـــب ،

و تزدادُ قهقهاتِك حين تشيرُ إليكَ أصابع الجنــــون بسخرية ،

في حين أنَّه العقل .. قيدُك و سوطُك !

ليتَك تستيقــــــظُ ذاتَ جنونٍ .. فلا تجده !


و ســ تدمعُ بعدها - رُغماً عن أنفِك - عيناك ؛

ليذوبَ ما تبقَّى من ثورتِك ، فتستحيلَ رمادا .. لـ يرقد بســـلامٍ 

.

سكانُ البسيطــــــة !!


هستيــــريا الضحك .. حتّى البكاء ، جنونٌ أجدُني مُرغمةً على انتهاجــــه ،

كما أُرغمتُ من قبلِ على الكثير عــــداه ،

و مُنتهى الجنون - كما لا ترَون - .. هو أنّني ما زلتُ على قيد الحياة .. بينكمـ !!



لا تدعْ رأسكَ مرتعاً لـ أفكـــار من لا يستحقّ ؛
فـ الفكـــرة بذرة .. من أي ثغراتِ رأسكَ قد تستطيعُ البـــزوغ !!



و قد أدمنتُ الانسحاب ، فـ لا ضَير أنْ أتحدَّثَ قليلاً عمَّن أوردوني موارده ، و حتى إنْ كنتُ قد امتهنتُ صناعتَه من قبل ،
لكنّي لم أرِِده حقاً سوى عمَّا قريب !

من الرائــع أنْ تجدَ عالماً آخــر ، تلجأ إليه كلَّما ضاق عالمُكَ عن احتوائك - و ما أكثر ما يفعل - ،
و من البديهيِّ أنْ تبحثَ عن أحداثٍ مثاليَّة ، و نهاياتٍ سعيدة ، ترى فيها أحلامَك و قد كفَّتْ عن التأرجحِ على حافةِ اللاوقـوع !

في روايةٍ خطَّها أحُدهــم ليرسمَ أحلامَك ، و أحلامه ،
و ليضعَ أشدَّ حواجز العالمـ ضراوةً ثمَّ يكســرها ،
و لـ يروي عن أعتى جبابرة الظلــم ، ثمَّ يعاقبهمـ !

رائــعٌ ، و لكنْ هل الهبوط سهلٌ بـ قدر ماكان الإقــلاع ؟!
حين تغيبُ عن عالمك ، تروح و تجيء ، و تحيا في روايةٍ لما يقارب السنوات ،
ثمَّ تعود لتجدَ أنَّكَ لازلتَ حيثُ كنت ، لم يتغيَّر حولك سوى موقع عقارب الســاعة .. مثيرٌ للسخرية بقدر ما هو داعٍ للعودة !

فـ كما يُدمن أحدُهم المادةَ المخدِّرة ، فقط كي يشعرَ بـ السعادة ، فقد أدمنتَ أنتَ الانسحاب عن عالمك ، فقط كي ترى أحلامك تتحقّق
و لــــو لـــــوهلـــــــــة !

تغيبُ كثيراً ، و تعودُ و قد أنهكك المسيرُ ، في حين أنَّك لم تخطُ خطوةً واحدةً بـــعد !
يملؤك الشعـــور بـ الرضى ؛ لـ تنامَ قرير العينين ،
و أنتَ لم تفعلْ شيئاً ؛ فـ أحلامك لازالتْ تنتظر ، فـ أدركها قبلَ أن تصبحَ 
محض أحلامٍ نافقــــة !